30.7 C
Port Sudan
الأربعاء, سبتمبر 10, 2025

مرفأ الكلمات.. عثمان عولي.. حرب القبائل

اندلعت حرب السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة والمليشيات المتمردة من الدعم السريع. البداية كانت بمحاصرة مجموعة صغيرة قرب المدينة الرياضية، لكن سرعان ما تكشّف أن الهدف الأكبر هو الانقلاب على الجيش والاستيلاء على السلطة. جهزت المليشيات أكثر من 120 ألف مقاتل مدججين بالسلاح، على متن عشرة آلاف “تاتشر”، متمركزة حول مواقع استراتيجية بالخرطوم: الإذاعة والتلفزيون، القصر الجمهوري، مطار الخرطوم، إضافة إلى المطارات الحربية والقيادة العامة. الخطة كانت واضحة: اعتقال قادة القوات المسلحة، وإذاعة البيان الأول، والسيطرة الكاملة على الدولة، تحت غطاء سياسي وفكري وفرته بعض أحزاب “قحت”.

قبل تلك اللحظة، كان قائد المليشيات يعمل على جمع الولاءات القبلية بشراء الذمم، فانهالت الهدايا من سيارات “بكاسي” وعربات على العمد والنظار والشرتايات في العاصمة والولايات، متقدماً بخطوات نحو شرق السودان لوضع الموانئ على البحر الأحمر ضمن رهاناته المستقبلية.

لكن بعد فشل الخطة “أ”، انتقلت المليشيات إلى الخطة “ب”: الحرب الشاملة. ومع سقوط رهاناتها في الخرطوم والجزيرة وسنار، وانحصارها في دارفور وكردفان، لجأت إلى الخطة “ج” بإنشاء حكومة موازية لا تملك سوى الضجيج، محاولات يائسة لفرض نفسها على المشهد السياسي تحت لافتة “الحكومة الإلكترونية” و”حكومة التأسيس”.

الخطر الأكبر لم يكن فقط في الرصاص والدمار، بل في إذكاء نار الفتنة بين مكونات السودان الاجتماعية. بعض الأصوات راحت تصف قبائل بأكملها بأنها حاضنة للجنجويد، بينما الحقيقة أن بين صفوفها ضعاف نفوس وجهلة باعوا أنفسهم للمليشيات. هنا تتضح الخطة الأجنبية الأخطر: تحويل الصراع من حرب بين جيش ومليشيا إلى حرب أهلية بين القبائل، بما يضمن بقاء السودان رهينة للفوضى.

من هنا، تبرز مسؤولية القوات المسلحة وأجهزتها الأمنية وكل القوى المساندة، في وأد الفتنة القبلية وتوحيد صفوف السودانيين حول هدف واحد: حماية الوطن. الحرب أوشكت على نهايتها، وانتصار القوات المسلحة يلوح في الأفق. لكن الانتصار الأكبر سيبقى في إرادة الشعب السوداني الذي يؤكد للعالم أن السودان سيظل موحداً، رغم كيد الأعداء ومؤامرات الطامعين.
فالذين كانوا اكثر ضجيجا في الاعلام يحدثوننا علي نزاهة حميتي وان السلطة ليست من اطماعه تكشفت الحقيقة امام الجميع بما يسمي بحكومة تاسيس.

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا