مثلما أكدت منصة مؤتمر الجبهة الشعبية لتحرير والعدالة إن الثلاثين من أغسطس يوم استثنائي ،فانها أثبت هذه الحقيقة واقعا يشي بأن الملعب السياسي بدأ يتشكل ولم يعد مثلما كان في الماضي.
ولأن من طبيعة الحياة الحراك وعدم الجمود والتطور نحو الأفضل أو بالأحرى ملأ الفراغات والبحث عن موطئ قدم في إطار التدافع الطبيعي في الحياة فإن الجبهة الشعبية المتحدة واستنادا علي حضور اليوم الضخم بمجمع دار الخير بكسلا لم تعد ذلك التنظيم السياسي الذي يبحث عن وجود وشرعية،لقد تجاوز هذه المحطة ومضي خطوات بعيدة الي الأمام.
ووضح جليا أن قيادة هذا الكيان السياسي بذلت جهود كبيرة وسعت سعي حثيث من أجل هذه اللحظة التي توضح أنها باتت تستند علي أرضية راسخة من المؤمنين بطرحها والمؤيدين للمبادئ التي ترفعها .
من كان داخل قاعة المؤتمر اليوم السبت لاحظ أن الجبهة الشعبية اختارت طريقا مختلفا وهي تستند وتتكئ علي الشباب الذين لم ينضموا إليها لولا أنها نجحت في إقناعهم بأنها تعبر عنهم ،وتنظيم بهذا الحضور الشبابي الضخم لن ينحصر وجوده علي الحاضر بل سيمتلك المستقبل.
وبعيدا عن النجاح الباهر للجلسة الافتتاحية للمؤتمر فإن الجبهة الشعبية وبنشاطها السياسي المتواصل أكدت علي حقيقة أنها كيان جامع تجاوز مربع البدايات وبات يستند علي حاضنة مجتمعية واسعة وفي ذات الوقت يستند علي قوة شبابية مؤثرة .
ومن شرفة الموتمر انصتنا للكلمات وشاهدنا التفاعل ويمكن الإشارة إلي أن الجبهة عبرت الي الضفة الأخري من النهر وباتت حزب سياسي يستند علي رؤي واضحة ومبادئ تتجاوز حاجز القضايا المطلبية للشرق وتلامس عصب القضايا القومية وتسعي لأن يكون للاقليم دور في تضميد جراحات السودان ،وهذه الطموحات المقرونة بعمل علي الارض من أسباب تفوق الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة التي ستكون لها كلمات وحضور وتأثير إيجابي علي المشهد السياسي بالبلاد في الحاضر والمستقبل.