الحمد لله الذي منَّ على السودان بعودة وزير الصحة الاتحادي ضمن طاقم حكومة الأمل، بعد اعتذار الدكتور المعز حسن بخيت، ليأتي البديل الدكتور هيثم محمد إبراهيم، الرجل الذي يعمل في صمت بعيدًا عن الأضواء، مجبولًا على خدمة وطنه في معركة الكرامة.
لكن معركة الصحة لم تتوقف عند حدود الخرطوم، بل امتدت إلى ود مدني، حيث يحاول البعض النيل من الدكتور أسامة عبدالرحمن احمد الفكي، المدير العام والوزير المكلف، الذي يبذل جهدًا كبيرًا في تطوير المؤسسات العلاجية، وسط مقاومة أصحاب النفوس الضعيفة، ممن يرون في معاناة المرضى بابًا للربح والمتاجرة.
قبل شهور، وخلال احتفال رابطة أبناء مدني في القاهرة بتحرير الجزيرة، التقيت بالدكتور ميرغني سيف النصر، مدير مركز الكلى بمدني، الرجل الذي يواصل الليل بالنهار لتطوير المركز عبر اتصالاته الشخصية وجلب الدعم المباشر، مؤمنًا بدور المشاركة المجتمعية. الجميع — من وزارة الصحة الاتحادية والولائية وحتى حكومة الجزيرة — يرونه أحد أعمدة نجاح المركز.
تكرر لقائي به في مدينة بدر، بدعوة كريمة من أبناء مدني هناك، لكن بعد عودتي إلى ود مدني جاءني خبر صادم: الدكتور ميرغني سيف النصر قدَّم استقالته من منصبه، مكتفيًا بأن يكون جنديًا مساندًا للمركز.
وفي بيت الثقافة، أثناء تقديم العزاء في وفاة الإعلامية الأستاذة زينب موسى، التقيت بالأستاذ مرتضى البيلي، أمين عام حكومة ولاية الجزيرة، الذي عُرف بنشاطه وحركته الدؤوبة. وحين جاء ذكر استقالة الدكتور ميرغني سيف النصر ، أبدى أسفه، مؤكّدًا أنه طلب منه شخصيًا العدول عنها.
من أعماقي تمنيت أن يتراجع الدكتور ميرغني سيف النصر عن قراره. فهو ابن مدني البار، الذي يشهد له القاصي والداني بصدق العطاء، وأحسب أن مدينته أحوج ما تكون لخبرته اليوم قبل الغد.
عينٌ أصابتك يا مدني… فهل ينهض أبناؤك لصدها؟