30.5 C
Port Sudan
الأربعاء, سبتمبر 10, 2025

سيف الدين آدم هارون.. يكتب.. حين تسرق الفرحة بالرصاص القاتل

لا يوجد بطل، ولا مكان للتباهي فقط ضحايا يتبادلون الاتهامات. والقاتل يضحك في مكانٍ ما، أو ربما نام ملء جفونه على أمل أن يسمع صباح اليوم التالي من يدعوه لإطلاق زخات الموت
حين يُصبح قول الحقيقة شجاعة، فاعلم أن المجتمع مريض وحين يُصبح الصمت حكمة، فاعلم أن المجتمع يحتضر ، حيث يتصارع الجميع على حفنة ركام، وتُوزع التُهم كصدقات يومية، ويُشنق العاقل في ميدان الجنون.

هنا وجدت أكثر ما يخيفني: أن يتحول الألم إلى عادة، وأن يُصبح الخلاص تهمة، وأن يُصبح الامن سلعة تباع في المزادات في بلاد تتواري القوانين خلجلا من ملاحقة الجناة ويمجد مطلق الرصاص هو البطل والمقتول ضحية للقدر، الي متي يستمع القادة بالام الضحايا .

شعبي يبحث وسط احزانه عن مسؤول يحركه الضمير بسن قوانين تشعره بالأمان في ساحة الاحتفال في وطن من شدة كأبته بات يقدم التهنئة بسلامة عودة المشارك في المناسبة لدياره سالما، قبل السؤال عن المحتفي به فإن السلطات وقفت تحاكي وقفة الطير المهاجر تشعرك بعجز القادرين علي إتمام الأمن و الأمان.

وهذا الأمر يدفعنا لتوجيه اسئله، لماذا لم تعلن السلطات عقوبة مشددة علي مطلق الرصاص ومصادرة السلاح وفرض غرامة تتجاوز المليون يخصص منها نسبة ٢٠٪ للشرطي الذي يرشد عن الجاني، علما بأن معظم تراخيص المناسبات او الاحتفالات تصدر من الجهات المختصة، وبما أنها من تمنح ذلك فإنها قادرة علي متابعة تلك المناسبات ، وبإمكانه تعين متعاونين للقيام بذلك لتنهي واقعة.

لوقف الموت المجاني، الذي حصد خلال الفترة السابقة. ضحايا كثر علي مستوي البلاد،
ففي احصائية تقريبية فقد تجاوز عدد الموتي ” السمبلة” خلال هذه الاشهر القليلة السابقة اكثر من مائة شخص مرتبطة بالطلاق رصاص الفرح. فإن بطء الاستجابة مؤشر مرعب لارتفاع الضحايا .
ورغم ذلك
لكنني رأيت في زاوية مظلمة، امرأة تكتب، ورجلًا يعلّم، وطفلًا ينتظر مدرسة… وهذا كافٍ كي أقول: ما زال في هذا الجحيم ضوء صغير. وربما، من تحت الأنقاض، يولد الإمل مجددا

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا