28.9 C
Port Sudan
الثلاثاء, أكتوبر 28, 2025

واقعنا.. نجاة الحاج.. السودان وأمن البحر الأحمر

نجاح الدول فى تحقيق تنميتها ورفاهية شعبها دائماً يعتمد على عدة عناصر أهمها موقعها الجغرافي وإطلالتها على البحار وثرواتها الطبيعية وتنوعها البشري
والسودان حباه الله بكل تلك المزايا والثروات لكنها بدلاً من أن يكون ذلك سبباً فى الوحدة والنماء والغنى والثراء أصبحت على ارض الواقع سبباً فى الفرقة والشتات والاحتراب
فعبقرية مكان السودان الذى يطل على دولتين من أهم الدول العربية الأفريقية مصر وليبيا وخمسة من الدول الأفريقية فى عمق الصحراء وجنوبها وشرقها وعبر البحر يمتد تواصها مع السعودية والخليج العربى يجب أن ينصب جهود أبنائه فى البحث عن أهميته وقدراته بالعمق والوعي الذى يستحقه لأن خلق الوعى الجمعى فى ذلك قطعا يوحد رؤية الناس للحل وتبرز اهمية الحرص على وحدة الارض والشعب فى التخطيط للمستقبل.
وفي إطار ذلك رأيت أن أبدا في هذه المقالة بعنصر واحد من تلك العناصر التى أوردتها فى كتابي الصراع حول السلطة والثروة الذى صدر أخيراً بالقاهرة وهو ( أهمية موقع السودان على البحر الأحمر) واخترت البداية بها لأنها القضية الاقليمية والدولية الأكثر ترديداً وإثارة فى الوقت الحالي فى مجمل الحروب والصراعات الساخنة. المختلفة ولكي ندرك كيف نلعب بهذه سياسياً بحكمة واستقلالية دون ما نراه محاولات الاستخدام للتهديد أو خلق أنا تنافس غير مطلوب بين القوى الاقليمية والدولية على مصالحها الاستراتيجية فى البحر الأحمر.

أمن البحر الأحمر من أهم المحاور الأمنية المباشرة للأمن الوطني السوداني ويشكل البحر الأحمر قناة الوصل بين السودان والعالم الخارجي عبر البحار المفتوحة في المحيطين الهندي والأطلسي عبر البحر المتوسط وقناة السويس، مما يضفي أهمية خاصة على أمن السودان والدول العربية المطلة على البحر الأحمر.
إن تعطل الملاحة في البحر الأحمر على سبيل المثال، يعني توقف كل حركة التجارة العالمية بين السودان والعالم الخارجي وبالتالي تعد الأهمية الإستراتيجية والمحورية للبحر الأحمر من أهم قضايا الأمن الوطني السوداني.
فالى جانب دور السودان المحوري نحو الدول الإفريقية غير الساحلية فى التجارة الدولية من خلال البحر الأحمر فان تقاطعات المصالح الاقليمية والدولية والدولية جعلت هناك مبادرات مطروحة لتفاهمات اقليمية ودولية منها :
-مبادرة السلام الامريكية لدرء وتوقع مخاطر الصراع العنيف واستكشاف فرص مواجهة تلك التحديات
-المبادرة السعودية الجديدة للدول الساحلية العربية والأفريقية المتاخمة للبحر الأحمر حتى خليج عدن
-المبادرة المصرية ٢٠١٧ لدول البحر الأحمر و ترتيب مصالحها مع الدول الأجنبية
-وغيرها

-ومن اخطر الصراعات التى أثرت على الملاحة وإنسياب حركة التجارة الدولية مايجرى الان بين امريكا والحوثيين فيه من حرب شاملة من باب المندب إلى عمق البحر الأحمر وكذلك سعى الروس والصينيين والإيرانيين عن مواقع لأقدامهم فيها.
وهناك الان مساعى دولية لإعادة الهدوء الى البحر الأحمر لانسياب الامن و حركة التجارة الدولية من دول مثل الهند وروسيا وتركيا والصين والاتحاد الاوربى وأمريكا.
ولذلك يجب على السودان أن يرتب مصالحه في البحر الأحمر في المرحلة القادمة بالتنسيق مع الدول المشاركة له وبنظرة شمولية لما هو مطروح من حلول تثبت فيه مصالحه بشكل مستقل دون الدخول فى صراع المحاور.

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا