سافرت خلال الايام الماضية لحضور مناسبات اجتماعية في ولايتي نهر النيل والشمالية، ويعيش أهل هاتين الولايتين دوما حياتهم على حقائق مكارم الأخلاق ويتميزون بالتراحم والمحبة والوفاء والتقدير، ولديهم قدرة كبيرة على احتضان الضيوف واكرام الزائرين.
خرجت من مدينتي أم درمان وكانت محطة توقفي الأولي في نهر النيل، عند منطقة وادي بشارة ،محلية المتمة ، حيث مناسبة زواج ابناء خالى، أحفاد جدي حاج المكي و ود إحمد، وماشاء الله تبارك الرحمن، فقد كان الزواج كرنفالاً للفرح الممتد ،وتلاقي عنده قوس النصر ، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، وكم إفتقدنا الشهيد البطل الرائد أحمد إبن الزعيم الطبب المكي رئيس الخط الجماهيري للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، الى جنات الخلد إبن خالي وكل شهداء وطنا العظيم السودان. جرت كل مراسم الزواج على منوال وبساط الطريقة الختمية بقيادة الخليفة محمد عثمان احمد بشير ود إحمد وبمشاركة وحضور المادح المجذوب محمد حاج الماحي خليفة المحل فى الكاسنجر .وبحضور ومشاركة احفاد الشيخ الهدي السادة التجانية وابناء عمي اولاد الشيخ زياد من البسابير والقائمة ممتدة من الاهل والعشيرة وأهالي المنطقة .
ومن هناك من نهاية حدود ولاية نهر النيل الجنوبية رأساً الى الولاية الشمالية ،حيث كان المقصد مدينة مساوي ، وفى مساوي تضيء الأنوار الشعشعانية الصادرة من موضع ميلاد زعيم الأمة السودانية ،ونجل البضعة الفاطمية،والأرومة الهاشمية، الزعيم الأكبر مولانا السيد علي الميرغني ، حيث مشكاة الأنوار والمصابيح ،ومدارج المحبة، وهناك في أجواء خريفية ،ووسط نفحات ميرغنية ،وتزامناً مع ميلاد خير البرية ،عليه افضل الصلاة والتسليم جرت مراسم زواج الدكتور أبوبكر عثمان الفحل بحضور خلفاء ومريدي الطريقة الختمية يتقدمهم خليفة الخلفاء الشيخ تاج السر ودابراهيم الابكراوي،ووفد الطريقة العجيمية يتقدمهم الشيخ الواثق نورالدائم العجيمي والشيخ عبدالحميد عبده كاشف والشيخ الشبلي ود الدانقة ،ووفد السادة الادارسة بجانب مشاركة مجتمعية كبيرة يصعب حصرها واخري ورسمية رفيعة المستوي وتجلي وأبدع شباب الطريقة الختمية انشاداً ومدحاً بقيادة الخليفة ود المتعارض فرحا متصلا وحبا شاملاً وسعداً وبشري. بينما كان الرفيع المناضل القائد عوض البارى ود الحكيم يصول ويجول مبشراً ومسروراً بفرح أصهاره أولاد شاهي ضحي ،بينما كان شقيق العريس الأمين السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل الرفيع الفحل مكتمل الأركان في مساوي ،إلتف حوله شباب الولاية الشمالية ، ولسان حالهم يقول:”يا أمين حزبنا السياسي نحن ها هنا كما العهد والوعد بنا لا ننقض عهداً ولا نخون وعداً ولا نغدر بأحد”وقد رأيت وشاهدت وسمعت كيف تعاملت وتفاعلت الجماهير مع الشقيق معتز الفحل على كامل المنزلة التنظيمية، ضاربين عرض الحائط بما دون ذلك من قرارات للإنقلابيين هي بالنسبة لهم فى حكم العدم “هباء منثورا”.هذا المؤتمر التلقائى الحاشد بالولاية الشمالية قد وضع ثقته التامة في معتز الفحل أمينا سياسيا لحزب الحركة الوطنية السودانية ،مشيعا قرارات الشلة الانقلابية الي مزبلة التاريخ.ومن لديه القدرة والاستطاعة علي حشد القواعد والتفاف الجماهير فلينزل الي الميدان وكفانا بطولات زائفة وادعاءات باطلة .
هذه الرحلة رغم انها عطلت صدور ( المشاهد) إلا إنها كانت بمثابة الفرصة السانحة للالتحام مع جماهير الحزب والختمية والاستماع اليهم عن قرب ومعرفة أولوياتهم واهتماماتهم، لاسيما وان هاتين المنطقتين (وادي بشارة ومساوي) من مناطق نفوذ الطريقة الختمية والحزب التاريخية. وقد التقيت فيهما بالقيادات المحلية والقواعد الجماهيرية وهي تريد أن تسمع مني تنويراً حول آخر تطورات الوضع في الحزب وفي البلد باعتباري من قيادات الحزب و أمين أمانة الاتصال السياسي رغم أنف الانقلابيين ،وبالصفة المهنية باعتباري صحفي وكاتب ،ودار حوار ساخن حول الانقلاب والانقلابيون ،وحول كيف يسمح لهذه الشلة التي يعرفون بعض أفرادها في الشمالية وأخري في نهر النيل وسبحان الله أجمع أهل الولايتين بأن المنتسبين اليهم، وقاموا بتحديدهم بالاسم ،قالوا هؤلاء لا يحملون مثقال ذرة من صفات القادة ولذلك استغربوا كيف تمكنوا من اختطاف الحزب !؟ وتوعدوا بتلقين الانقلابيين درساً قاسياً إذا أتوا اليهم ، وقطعوا بعدم اعترافهم بالمؤسسات الكرتونية الجنجوكيزانية التي شكلها أحمد سعد عمر وأنهم لن يتعاملوا معها اطلاقا .
وفي رحلة العودة الي أم درمان ، مررت بمنطقة الدبة واجتمعت مع أهلها واستمعت لوجهة نظرهم ،ونزلت في عطبرة الحديد والنار مرورا بدامر المجاذيب ووصولا الي مدينة شندي
وإلتقيت بكثير من شاب الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ولا شك أن إنقلاب عصابة السبعة الجنجا كيزان أبرز ما يرفضه كل هؤلاء ولا يعترفون به ، وهكذا حال كل اتحادي حقيقي يملك إستقامة أخلاقية وتنظيمية وينتمي الى موروثات حزب الحركة الوطنية السودانية التى قامت على منظومة من القيم والسلوكيات مثل الجرأة فى قول الحق والنفور الغريزي من الفساد والمفسدين والحرص على ما أرساه الأباء المؤسسين من تقديس للمبادىء و العمل الحزبي الصادق وإحتقار معلن لكل من يتجرأ على خيانة الأمانة لاسيما امانة الكلمة.
وجري تدارس الراهن للإتحادي الأصل وكان منتوجا صادقا قويا ،وهو على النحو التالى:
إنقلاب عصابة السبعة داخل الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل كشف عن إختراق متعدد الٱبعاد وأرجع الاشقاء خلال التداول والنقاش نجاح ذلك الاختراق الى سببين محورهما:
اولا زرع فتنة الخلاف والشقاق بين أبناء مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وفتح كوة في جدار البيت الميرغني ينفذ من خلالها الانقلابيون وسد هذه الثغرة يستدعي الحذر من أنجال مولانا السيد محمد عثمان الميرغني والعمل على تجاوز مكر الانقلابيين الذين يلتفوا حول أحد أبناء مولانا. ثانيا المشاركون فى الإنقلاب وهم ينقسمون الى ثلاث فئات .الفئة الاولى مرسال الأعداء وهم معروفون اسما ورسما .والفئة الثانية تم ترويضها وإستقطابها لصالح الأعداء المتآمرين” طه الحسين وابراهيم الميرغني ” والدفع بسخاء لانجاح مشروع تنصيب إبراهيم الميرغني رئيسا للحزب ونقل زعامة ورئاسة الطريقة الختمية الي كسلا بدلا عن بحري سر الهوي مدينة السيد علي الميرغني مؤسس الحزب وراعي الحركة الوطنية السودانية .أما الفئة الثالثة والأخيرة فهم اللاهثون خلف المناصب كي تمنحهم مكانة لممارسة البيزنس السياسي وهولاء خطرهم متمد منذ زمن طويل داخل الحزب ،ويعملون الدسائس والمؤامرات ،ضد قادة الحزب الملتزمين بالمبادىء،والمخلصين لمنزلة مولانا الميرغني رئيس الحزب ومرشد الطريفة الختمية. وخلص النقاش والتداول الي أن الاتحاديين الحقيقيين المستوعبين لتاريخ وراهن ومستقبل وطنهم وحزبهم قابضون على ثوابتهم الوطنية ومتمسكون بمسيرة حزبهم بدأب وصلابة لا يبيعون للأعداء ولا يحنون رؤوسهم ولا تبهرهم الإغراءات من أموال ومناصب مهما سطع بريقها الزائف.
إشارة أخيرة
عند ميلاد مولانا السيد محمد عثمان الميرغني خرج الختمية الى الساحات فرحا وهم يهللون ويكبرون ” أبشري يا بلد سيدي على جابلو ولد”
وامتدت البشري صحائف بيضاء عملا وقولا. حفظ الله مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
(( الله فوق سيدي طويل عمر الحبيب ابو شوفتن تسر ))اما اليوم وبعد تحذيري لانجال مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لازال الخطر قائما فهل من مجيب وهنا الرسالة فى بريد السيد محمد بن مولانا السيد محمد عثمان الميرغني.
نواصل ،،،،،،