وصف والي غرب دارفور بحر كرامة أوضاع لاجئي الولاية في دول اللجوء خاصة شرق تشاد بأنها كارثة إنسانية مركبة ونعت استجابة المنظمات بالضعيفة من قبل المنظمات الإنسانية الدولية وازاح في حوار مع (توتيل نيوز) الستار عن الكثير من أزمات غرب دارفور في المساحة التالية:
ما هو تقييمك للوضع الحالي للولاية؟
الوضع الأمني في ولاية غرب دارفور يمر بمرحلة حرجة وحساسة للغاية، حيث لا تزال أجزاء واسعة من الولاية تحت قبضة المليشيا، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين واستقرار المجتمع، قواتنا والأجهزة الأمنية الشرعية تبذل جهوداً استثنائية لاستعادة السيطرة وفرض سيادة القانون، رغم التحديات الكبيرة. نحن نعمل وفق خطة أمنية متدرجة، تبدأ بتأمين المناطق الاستراتيجية وحماية طرق الإمداد، وصولاً إلى تحرير كامل التراب وإعادة الحياة الطبيعية.
ماذا بشأن لاجيء الولاية؟هل هناك حصر لهم ؟ وهل يتم تفقدهم و متابعة اوضاعهم في مناطق نزوحهم؟
لدينا قاعدة بيانات متكاملة ومحدثة تم إعدادها بالتعاون مع الإدارات الأهلية واللجان الميدانية، تحدد بدقة أعداد لاجئي ونازحي الولاية وأماكن تواجدهم، سواء داخل السودان أو في مخيمات شرق تشاد. فرقنا الميدانية متواجدة بشكل يومي لتفقد أحوالهم، ورصد احتياجاتهم، وتنسيق وصول المساعدات بالتعاون مع المنظمات الإنسانية. هؤلاء المواطنون أمانة في أعناقنا، ومسؤوليتنا تجاههم ثابتة لا تتغير، ولن نتخلى عنهم تحت أي ظرف.
هل تلقيتم اية استجابةمن الأمم المتحدة والمنظمات بالتدخل لإغاثة لاجئي الولاية في شرق تشاد؟
حتى اللحظة لم تتم استجابة دولية وما وصل لا يرقى إطلاقاً إلى مستوى الكارثة الإنسانية التي نعيشها. نعم، تلقينا وعوداً من الأمم المتحدة وبعض المنظمات، لكن التنفيذ على الأرض محدود جداً. نحن نطالب بتدخل عاجل، منسق، وفاعل، يوازي حجم المأساة التي تهدد حياة مئات الآلاف. لدينا إحصاءات وأرقام دقيقة متاحة لكل جهة راغبة في التدخل، ونؤكد أن أي تأخير في التحرك سيضاعف حجم الكارثة ويجعل احتوائها أكثر صعوبة.
كيف تقيّمون استجابة المنظمات والداعمين لنداءات الولاية بشأن أوضاع النازحين؟
حتى الآن، الاستجابة لا ترقى إلى حجم المأساة، رغم بعض المبادرات المحدودة من منظمات وطنية ودولية. نثمّن أي جهد يُبذل، لكننا نؤكد أن حجم الكارثة يتطلب تدخلاً أكبر وأكثر تنسيقاً. ما زلنا نوجه نداءاتنا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للإيفاء بمسؤولياتها تجاه الوضع الإنساني المتهور، أوضاع اللاجئين في شرق تشاد تشكل كارثة مركبة تجمع ما بين العنف وانهيار الخدمات والأمراض و تتفاقم بسبب نقص التمويل العالمي، بدون تدخل عاجل ومنسق ستدخل هذه الأزمة في مرحلة لا رجعة فيها خاصة مع تداعيات موسم الأمطار و توسع رقعة المجاعة في دارفور.
وهل تتوقع استجابة دولية؟
ما يجري في شرق تشاد ليس مجرد أزمة لاجئين عادية، بل كارثة إنسانية مركبة؛ حيث يعيش اللاجئين في ظروف قاسية تجمع بين آثار العنف والنزوح القسري، وانهيار شبه كامل للخدمات الصحية والتعليمية، وانتشار الأمراض، وشح الغذاء. ومع دخول موسم الأمطار وتزايد رقعة الجفاف والمجاعة في دارفور، فإن المخاطر تتضاعف. إذا لم يتحرك المجتمع الدولي فوراً، فإننا أمام سيناريو كارثي يهدد الاستقرار الإقليمي بأسره يجب الحذر من انتشار المجاعة في دارفور و كردفان مما سيدفع بمزيد من اللاجئين نحو تشاد مع عجز المساعدات و مفوضية اللاجئين حصلت على 20% فقط من 409 مليون دولار طلبتها لدعم اللاجئين في 2025 ؟
الوضع الإنساني في دارفور وكردفان على شفا هاوية؛ فالمجاعة إذا تمددت ستدفع بموجات نزوح جديدة نحو تشاد، مما سيزيد الضغط على الموارد الشحيحة أصلاً. الأرقام مقلقة للغاية: أن تحصل مفوضية اللاجئين على 20% فقط من التمويل المطلوب، يعني وجود فجوة تمويلية قاتلة تهدد حياة مئات الآلاف من الأبرياء. نحن نوجه نداء عاجلاً للمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية لسد هذه الفجوة فوراً، لأن التأخير يعني المزيد من الأرواح المهددة.
ما هي آخر مستجدات الإجراءات القانونية المحلية والعالمية بشأن ما قام به الدعم السريع تجاه أبناء الولاية ؟
ملف الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع ضد مواطني الولاية، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية والمجازر الجماعية وجرائم الحرب، هو في صدارة أولوياتنا. على الصعيد المحلي، تم فتح بلاغات جنائية موثقة بالأدلة والشهادات. وعلى الصعيد الدولي، نحن على اتصال مباشر مع منظمات حقوق الإنسان والمحاكم المختصة لضمان تقديم كل مرتكبي هذه الجرائم للعدالة. لا مساومة ولا تسامح مع أي مجرم، والعدالة قادمة لا محالة.
ما هو دور المجتمع المحلي والإدارات الأهلية في متابعة أوضاع النازحين خارج الولاية؟
الإدارات الأهلية والمجتمع المحلي شكّلوا ركيزة أساسية في رصد الأوضاع، وتنسيق الجهود، ورفع التقارير لحكومة الولاية. وقد تم توجيههم بشكل رسمي للقيام بعمليات الحصر والمتابعة، وتقديم المقترحات حول الأولويات والاحتياجات. كما كان لهم دور بارز في دعم التعايش والتخفيف من التوترات داخل المجتمعات المستضيفة، وهو دور نعتز به ونعتمد عليه كثيراً.
ما هو دور الإدارة الأهلية في المرحلة المقبلة؟
دور الإدارة الأهلية في المرحلة المقبلة
الإدارة الأهلية كانت وما زالت تمثل العمود الفقري للنسيج الاجتماعي في الولاية، وهي شريك أساسي في حفظ الأمن وتعزيز التماسك المجتمعي. خطتنا بعد تحرير الولاية تركز على دمجها في منظومة إدارة الأزمة، وتوسيع دورها في المصالحات وحل النزاعات بالطرق التقليدية، ودعم جهود الحكومة في إعادة الاستقرار. كما ستلعب دوراً محورياً في تهيئة بيئة العودة الطوعية للنازحين واللاجئين، وضمان استقبالهم في مجتمعاتهم بشكل يحفظ كرامتهم وأمنهم.

