30.5 C
Port Sudan
الأربعاء, سبتمبر 10, 2025

مرفأ الكلمات.. عثمان عولي.. شرك التمرد



منذ أن اندلعت شرارة الحرب في السودان في 15 أبريل، كشفت المليشيات المتمردة — الجنجويد — عن وجهها الحقيقي، ليس فقط في ميادين القتال، بل على جبهة أكثر خطورة: جبهة الإعلام والتضليل.
لقد لجأت المليشيا إلى أساليب دعائية ممنهجة، تهدف إلى كسر الروح المعنوية للقوات المسلحة وتشويه صورتها. فجاء الخطاب الأول يتهم الجيش زيفًا بالانتماء “الإخواني”، ويحمله زورًا مسؤولية اندلاع الحرب، ثم تدرّجوا في الخطاب إلى ادعاءات “التهميش” والدعوة الزائفة لـ”الديمقراطية”، بينما الحقيقة التي لا غبار عليها: أن حربهم هي حرب أطماع، تستبطن أجندات استعمارية جديدة بوجوه مأجورة، وأساليب قذرة.
اليوم، تعيد ماكينة التضليل إنتاج نفسها، لكن هذه المرة من مركز المؤامرة الإقليمي: الإمارات العربية المتحدة. على لسان الناطقة الإعلامية باسم “دويلة الشر” — تسابيح خاطر — التي لا تنطق من فراغ، بل تأتي تصريحاتها على شاشة “اسكاي نيوزعربية” مدروسة بعناية، لتصنع صدمة إعلامية، وتؤدي دورًا مفضوحًا في إطار الحرب النفسية ضد السودان.
الادعاء الأخير بأن السودان بات “بؤرة لجماعات إرهابية تتبع النظام الإيراني” ليس إلا محاولة خبيثة لتحويل مسار الحرب، وتدويلها وفق أجندة إماراتية/إسرائيلية مشتركة، الغاية منها خلق استعطاف غربي لحليفهم المأزوم في الخرطوم، بعدما تكشفت للعالم هزائمه المتلاحقة في الميدان.
الوقائع الأخيرة — من ظهور مرتزقة كولومبيين في معارك الفاشر، إلى الأدلة التي وُجدت في هواتفهم بعد مصرعهم — تقدم شهادة دامغة على حجم التورط الخارجي في إشعال وتمويل هذا الصراع. لم يعد الأمر تكهنًا، بل حقيقة ساطعة كالشمس في كبد السماء: مرتزقة من ليبيا، وتشاد، والنيجر، وكولومبيا، يقتلون أبناء السودان لحساب آخرين.
إن أخطر ما يُحاك اليوم هو هذا “المسرح الاستخباراتي” الذي يروج لفكرة انقسام المليشيات، لتوهم القوات المسلحة أن الخصم قد تشرذم، بينما الحقيقة أنهم على قلب رجل واحد، يعدّون الفخاخ، وينسجون الشراك، ليوقعوا بالجيش في حرب استنزاف طويلة.
معركتنا ليست فقط مع بنادق المرتزقة، بل مع خيوط مؤامرة دولية تستهدف وحدة البلاد وسيادتها.
ورغم أن الجيش — بعد الانتصارات المشهودة — لم يكمل عملية تطهير كامل التراب الوطني، فإن الثقة تظل راسخة في القيادة العسكرية، وفي مقدمتهم القائد العام الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يقود معركة الكرامة بعقلانية، لا بردود الأفعال.
إننا، مع كامل دعمنا لجيشنا الباسل، نناشده إغلاق بوابات التراخي، وعدم ترك ثغرة للعدو يعبر منها، فمعركة النصر لم تنتهِ، ولا تزال الأعين ترنو إلى ساعة الحسم وتحرير كل شبر من تراب الوطن.
يبقى النداء مرفوعًا إلى كل سوداني حر:
كونوا سندًا للقوات المسلحة، واصطفوا خلفها بصدق، فاليوم لا صوت يعلو فوق صوت الوطن.
جيش واحد.. شعب واحد
ولن تهزم قوات الشعب المسلحة، ما دام الشعب كله من خلفها.

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا