30.5 C
Port Sudan
الأربعاء, سبتمبر 10, 2025

مرفأ الكلمات.. عثمان عولي.. في آخر البليلة بيجي الحصحاص… حفتر يدخل حرب السودان والجيش يتوعد

مرفأ الكلمات
عثمان عولي

المعركة تُرسم من السماء وتشتعل على الأرض
بينما كانت نُذر نهاية الحرب في السودان تلوح في الأفق، جاءت تطورات جديدة لتعيد خلط الأوراق وترفع من منسوب التوتر في المنطقة. فمع بداية انكشاف ملامح نهاية الصراع الداخلي، بدأت أطراف خارجية في دفع أوراقها الأخيرة في معركة قد تُحدد شكل السودان السياسي والعسكري لعقود قادمة.
وفي خطوة وصفتها القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بأنها “عدوان سافر وتدخل خارجي خطير”، اتهمت القوات المسلحة، مساء اليوم، قوات المشير الليبي خليفة حفتر بالمشاركة المباشرة في الهجوم الذي شنته مليشيا الدعم السريع (مليشيا آل دقلو) على نقاط حدودية استراتيجية تقع ضمن المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا.
حفتر على خط النار: كتيبة السلفية تدخل المعركة
بحسب البيان الصادر عن القيادة العامة للجيش، فقد شاركت كتيبة السلفية التابعة لقوات حفتر في الهجوم، في ما اعتبرته القوات المسلحة السودانية “انتهاكًا فاضحًا للسيادة الوطنية” و”امتدادًا لمؤامرة دولية وإقليمية تُدار من خلف الستار لتفتيت السودان وتقويض استقراره”.
ويُعيد هذا التدخل إلى الأذهان دور الإمارات العربية المتحدة في الملف السوداني، حيث أشار البيان بوضوح إلى أن “الإمارات تواصل دعمها السافر للمليشيات المتمردة، عبر الوسائل الجوية حينًا، والآن عبر وكلائها الإقليميين”.
الإمارات تُغيّر تكتيكها: من الطيران المسير إلى حرب بالوكالة
خلال الشهور الماضية، كثّفت الإمارات هجماتها بالطيران المسيّر على عدة مدن سودانية، أبرزها بورتسودان، قبل أن تصطدم بجدار منيع من الدفاعات الجوية السودانية التي أحكمت قبضتها على الأجواء ومنعت أي طيران معادٍ من اختراق السيادة الوطنية. وبعد فشل هذا الخيار، يبدو أن أبوظبي قد لجأت إلى بديل جديد: إشعال حرب بالوكالة عبر حليفها الليبي، خليفة حفتر.
الجيش السوداني يتوعد: “نرد الصاع صاعين”
في لغة حاسمة، توعّد الجيش السوداني بالرد بقوة على ما أسماه “العدوان المدعوم خارجيًا”، مؤكدًا أن القوات المسلحة في أقصى درجات الجاهزية للتصدي لأي تهديد لأمن البلاد واستقرارها.

نص البيان:
“نؤكد أن السودان شعبًا وجيشًا سيتصدى بقوة لهذا العدوان السافر… وسندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية، وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها في المنطقة.”
دعوة للتضامن الوطني في وجه المؤامرة
واختتم البيان بدعوة صريحة إلى جميع القوى الوطنية للوقوف صفًا واحدًا في معركة الكرامة، مُشيدًا بتضحيات الشهداء، ومؤكدًا أن “الحرب لم تنتهِ بعد، لكنها الآن اتضحت أهدافها… وحان وقت الحسم”.
“الجنة والخلود لشهدائنا الأبرار، وعاجل الشفاء للمصابين. نصر من الله وفتح قريب.”
المشهد المقبل: صراع إقليمي بأدوات محلية؟
ما يحدث في السودان اليوم ليس مجرد صراع داخلي بين جيش نظامي ومليشيا متمردة، بل هو ساحة مواجهة إقليمية مُعقدة تتشابك فيها مصالح دول وقوى متعددة، كلٌ يسعى لرسم خارطة نفوذه على جغرافيا تتأرجح بين البارود والمصير.
ويبقى السؤال: هل تدخل الحرب السودانية مرحلة أكثر دموية بإدخال لاعبين جدد في الميدان؟ أم أن الحسم العسكري والسياسي قد بات أقرب مما يظن الجميع؟
الأيام القادمة ستكشف عن فصول أكثر احتدامًا… لكن المؤكد أن في آخر البليلة بيجي الحصحاص.

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا