30.5 C
Port Sudan
الأربعاء, سبتمبر 10, 2025

مرفأ الكلمات.. عثمان عولي.. في عيد الأضحى… تحية لشهدائنا وأسرهم


تمرّ علينا هذه الأيام المباركة، أيام عيد الأضحى، عيد الفداء والتضحية، حيث خُلّدت ذكرى افتداء النبي إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم، لتكون رسالة سماوية خالدة في معاني البذل والعطاء، ترسخت في الوجدان الإنساني عبر الأزمان.
وفي بلادنا، وفي هذه اللحظات العصيبة التي يعيشها السودان، نجد أنفسنا أمام شريط متجدد من قصص الفداء، لا تُروى على صفحات الكتب فقط، بل تُكتب بمداد الدم، على الأرض، في ميادين الكرامة، حيث يخوض رجال الوطن ونساؤه معركة الدفاع عن الأرض والعِرض، وتُسطّر بطولات لا تعرف الخنوع.
اليوم، وبينما يحل العيد على الملايين، هناك أسر لن تسمع ضحكة الأحبة، بل سيتردد في بيوتهم صدى الغياب، وحضور الأرواح الطاهرة التي اختارت أن يكون العيد لها في جنات الخلد. ومن بين هؤلاء، الشهيد العميد خليفة، الذي ارتقى في معركة كتم، فكان العيد له شهادة، ولنا فخراً.
كتبنا هذا العيد لأن نُحيي ذكراه، ولأن ننحني إجلالًا لروحه، ووفاءً لأسرته التي قدّمت أغلى ما تملك في سبيل الوطن. وفي لفتة مؤثرة، كتبت دعاء خليفة، ابنة الشهيد، رسالة لوالدها، حملت بين حروفها حزناً نبيلاً، وولاءً لا يلين، ودرساً في الوطنية الخالصة.
قالت:

“رحل أبي… وترك في قلبي وطناً صغيراً مكسوراً…
أبي استُشهد فداءً لهذا الوطن…
لم يكن مجبراً، لكنه آمن…
آمن أن الأوطان لا تُبنى إلا على دماء الشرفاء…
سأظل أحكي عنك، وأرفع اسمك، وأعلّم من بعدي أن هناك رجالاً، حين يرحلون، يزرعون الحياة في تراب الوطن…”
رسالة دعاء لم تكن مجرّد كلمات من ابنة مفجوعة بأبيها، بل كانت نيابة عن كل أبناء الشهداء، عن أمهاتهم وآبائهم، عن إخوتهم، عن شعب كامل يثق بأن النصر لا يأتي إلا بصبر الشجعان.
وقد جاءت كلماتها لتحمل صوت القوات المسلحة السودانية، هذه المؤسسة العريقة التي وُلدت من رحم هذا الوطن، لتحمي حدوده وتصون سيادته، وتبقى – رغم الجراح – رمزاً للقوة والوفاء.
وفي هذه الأيام الطيّبة، نرفع أكفّ الضراعة أن يتغمّد الله شهداءنا بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر الجميل، وأن يُعيد للوطن أمنه واستقراره.
في عيد الأضحى، لا ننسى شهداءنا، فهم عيدنا الحقيقي… وهم حكاية الفداء الممتدة منذ أن وُجد الإنسان وحتى تقوم الساعة.
الرحمة لشهدائنا… والمجد لوطنٍ لا يموت.

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا