36.3 C
Port Sudan
الأربعاء, سبتمبر 10, 2025

مرفأ الكلمات.. عثمان عولي.. الخرطوم وخطوات نحو المستقبل المشرق (2)



تنهض الخرطوم من بين الركام، وتُعيد رسم ملامح مجدها بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، بعد أن مرت بأصعب المحن في تاريخها الحديث. واليوم، تعود العاصمة السودانية لتستعيد دورها الريادي، مدفوعة بإرادة قوية، وخطط استراتيجية يقودها والي الولاية أحمد عثمان حمزة، الذي كان حاضرًا في قلب الأزمة، وصامدًا في وجه التحديات، ومبادرًا بوضع اللبنات الأولى لمشروع تعافٍ وطني شامل.
عودة الروح إلى شرايين الصناعة
من أبرز ملامح التعافي الملحوظة هي عودة المنطقة الصناعية في ولاية الخرطوم إلى العمل، في مشهد يُجسد قدرة الإرادة السودانية على النهوض من جديد. مصانع عديدة أعادت تشغيل خطوط إنتاجها، والعمال عادوا إلى مواقعهم، معلنين بداية عهد جديد من العمل والإنتاج. هذا الحراك الصناعي يعكس إصرار الحكومة الولائية على تحفيز بيئة الاستثمار، وإزالة المعوقات، واستعادة الدور الاقتصادي الحيوي للعاصمة.
الناس يعودون… والحياة تنبض من جديد
بعودة السكان تدريجيًا إلى أحيائهم، تنبض أحياء الخرطوم بالحياة، وتستعيد شوارعها بعضًا من صخبها المألوف. المدارس تفتح أبوابها، الأسواق تعج بالحركة، والمجتمع المدني يتحرك بحيوية لبناء ما تهدم، في لوحة تعكس التلاحم بين القيادة والمواطنين في مشروع وطني كبير.
رؤية استراتيجية للمستقبل
يقود الوالي أحمد عثمان حمزة مشروع تعافٍ استراتيجي لا يقتصر على الترميم السطحي، بل يستند إلى رؤية شاملة تنهض على ركائز الاستثمار، الزراعة، الصناعة، والتطوير العقاري. هذه الرؤية تستثمر التجربة المريرة للحرب لا كجراحٍ غائرة، بل كدروس تاريخية لبناء سودان أكثر تماسكًا واستقرارًا وازدهارًا.
في هذا السياق، بدأت الحكومة الولائية في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مع إعطاء أولوية قصوى للقطاعات الإنتاجية، وتحفيز المطورين العقاريين لإعادة إعمار المناطق المتضررة وفق خطط حضرية حديثة، تراعي الاستدامة والحداثة.
من رماد الحرب… تشرق شمس النهضة
ربما كانت الحرب قاسية، لكن الخرطوم اليوم تبرهن أن من بين الركام يولد الأمل، ومن الألم تُصاغ الإرادة. وما نشهده اليوم ليس فقط تعافيًا، بل ولادة جديدة لعاصمة كانت وستظل مركزًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، ومثالاً على قدرة الشعوب على إعادة بناء أوطانها رغم كل الصعاب.
إن الخرطوم، وهي تشق طريقها نحو المستقبل، تحتاج إلى كل سواعد أبنائها، وتحتاج إلى التكاتف من الجميع، لتتحول خطط التعافي إلى واقع ملموس، ولتكون التجربة درسًا خالدًا في أن الإرادة حين تُقترن بالقيادة الرشيدة، تصنع المعجزات.

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا