32.6 C
Port Sudan
الأربعاء, سبتمبر 10, 2025

مرفأ الكلمات.. عثمان عولي.. كشف خطة “تحرير العاصمة”: الجيش السوداني يُفشل أخطر مشروع عسكري للمليشيا في أم درمان



في تطور نوعي على مسار المواجهات المستمرة في السودان، أعلنت القوات المسلحة السودانية سيطرتها الكاملة على منطقة صالحة جنوب أم درمان، ومعسكر تابع للمليشيا، كاشفة بذلك عن واحدة من أخطر الخطط العسكرية السرية التي كانت تُعدّ للسيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم.
الوثائق التي وُصفت بـ”الاختراق الاستخباراتي الأكبر” منذ اندلاع النزاع، كشفت عن خطة شاملة أُطلق عليها اسم “تحرير العاصمة”، وتهدف إلى فرض سيطرة المليشيا على الخرطوم بحلول الأول من سبتمبر 2023.
خطة ممنهجة بتوقيع قيادات عليا
وبحسب الوثائق، فإن الخطة تم اعتمادها رسميًا في أغسطس 2023 من قبل اللواء عبد الله أبكر، رئيس دائرة العمليات بالمليشيا. واحتوت على تفاصيل دقيقة لتحركات ميدانية، توزيع القوات، والتقديرات البشرية المطلوبة لتحقيق السيطرة على العاصمة بأكملها.
توزعت المهام على النحو التالي:
12 ألف مقاتل لتولي مهمة اقتحام القيادة العامة للقوات المسلحة.
8 آلاف مقاتل للسيطرة على مدينة بحري.
9 آلاف مقاتل لـ”تحرير” مدينة أم درمان.
كما أشارت الوثائق إلى ضرورة السيطرة على خمسة جسور استراتيجية تربط العاصمة بمختلف أطرافها، في خطوة تهدف إلى عزل وتفكيك قوى الجيش السوداني.
نجاحات جزئية وتحركات خطيرة
الوثائق أظهرت أن المليشيا تمكنت بالفعل من السيطرة على نحو 80% من سلاح المدرعات بعد إسقاط لواءين تابعين للجيش. كما أفادت بسيطرة تامة على جبل أولياء عبر لواءين من المقاتلين، بالإضافة إلى تطويق القيادة العامة بلواء كامل، وبيت الضيافة مكان اقامة رئيس مجلس السيادة في مؤشر على مدى تطور وتنسيق العمليات.
دلالات استراتيجية وتداعيات سياسية
يرى مراقبون أن تنفيذ الخطة في موعدها المقرر كان من شأنه أن يقلب موازين القوى في الخرطوم بالكامل، وربما أدى إلى فرض واقع عسكري جديد يصعب تجاوزه سياسيًا، بما يهدد وحدة البلاد ويكرّس لواقع تقسيمي طويل الأمد.
قيادات في الجيش وصفت الوثائق بأنها دليل قاطع على وجود نية مبيّتة ومؤكدة لمن اطلق الرصاصه الاولي والهدف من تقويض العاصمة، من خلال تقنين “التمرد العسكري” عبر أدوات منظمة وتخطيط مركزي.
صدمة في الشارع وتحذيرات أمنية
على المستوى الشعبي، عبّر مواطنون عن صدمتهم مما وصفوه بـ”خطة لإبادة المدن”، داعين إلى محاسبة كل من تورط في التخطيط والتنفيذ، ومؤكدين أن ما ورد في الوثائق يشكّل جريمة جماعية مكتملة الأركان.
من جهتهم، أكد محللون أمنيون أن دقة الوثائق تشير إلى دعم لوجستي واستخباري عالي المستوى، ما يُعيد طرح تساؤلات ملحّة حول الجهات الداعمة للمليشيا، ومدى تغلغلها في مفاصل العاصمة.
يكشف هذا الاختراق العسكري والاستخباراتي الهام عن حجم التهديدات المحدقة بالسودان، ويضع المجتمعين المحلي والدولي أمام مسؤولية مضاعفة لكبح جماح المليشيات المسلحة، وحماية ما تبقى من مؤسسات الدولة في بلد أنهكته الحرب وتآكل فيه النسيج الوطني.

أخبار اليوم
اخبار تهمك أيضا